-->
المدونة الرسمية لملتقى طلاب علم الإجتماع المدونة الرسمية لملتقى طلاب علم الإجتماع
bannier.jpg
أسس علم الإجتماع, أهم رواد علم الإجتماع, الفصل الأول, الفصل الثاني, الفصل الرابع, عماد, مبادئ التفكير الفلسفي, مدخل إلى علم النفس, مفاهيم و نصوص فلسفية, ميادين و تيارات علم النفس , الفصل الثاني, الفصل الرابع , random

آخر الأخبار

أسس علم الإجتماع, أهم رواد علم الإجتماع, الفصل الأول, الفصل الثاني, الفصل الرابع, عماد, مبادئ التفكير الفلسفي, مدخل إلى علم النفس, مفاهيم و نصوص فلسفية, ميادين و تيارات علم النفس , الفصل الثاني, الفصل الرابع , random
أسس علم الإجتماع, أهم رواد علم الإجتماع, الفصل الأول, الفصل الثاني, الفصل الرابع, عماد, مبادئ التفكير الفلسفي, مدخل إلى علم النفس, مفاهيم و نصوص فلسفية, ميادين و تيارات علم النفس , الفصل الثاني, الفصل الرابع , random
جاري التحميل ...
أسس علم الإجتماع, أهم رواد علم الإجتماع, الفصل الأول, الفصل الثاني, الفصل الرابع, عماد, مبادئ التفكير الفلسفي, مدخل إلى علم النفس, مفاهيم و نصوص فلسفية, ميادين و تيارات علم النفس , الفصل الثاني, الفصل الرابع , random

الفلسفة القديمة


تتفق اغلب الدراسات التي أرخت للفلسفة اليونانية أنها ظهرت في أيونيا على شاطئ أسيا الصغرى في القرن السادس قبل الميلاد ، لكنها لم ترتقي إلى مرتبة الفلسفة الحقيقية إلا في أثينا في القرن الرابع قبل الميلاد . و يمكن تقسيم مراحل تطورها إلى ثلاثة عصور أولها طور النشوء أين انتشرت الفلسفة الطبيعية، وثانيها طور النضج ، وثالثها طور الانحطاط .
طور النشأة
الفلسفة الطبيعية 
في هذا الطور عالجت الفلسفة اليونانية مسالة أصل الكون ، لقد لاحظ الفلاسفة أن تتوالد الأشياء والكائنات عن بعضها البعض ، لكن ماذا عن البدايات ؟ كيف ظهرت هذه الكائنات ؟ ما هو أصلها ؟ هل لها مادة أولية واحدة ؟ أم صدرت عن مواد مختلفة؟ لاحظ الإنسان مند فجر التاريخ أن الظواهر لها أسباب تحدثها ، فالإنسان انحدر من الوالدين وهما من والديهما وهكذا إلى الإنسان الأول ، وقس على ذلك باقي الكائنات، فهل يتعدد الأصل بتعدد هذه الأنواع ؟ أم يمكن رد الجميع إلى أصل واحد ؟  هذا ما حاول فلاسفة اليونان الإجابة عليه .
1 ـ طاليس الملطي Thalès de milet 
طاليس الملطي 624 ـ 546  ق م كان أول ممثل للطبيعيين رصاد الطبيعة الذين رسموا أول صورة للعالم مجردة عن الدين والسحر ، وكان أول من ادخل الهندسة من مصر إلى اليونان واستطاع أن يتنبأ بكسوف 585 ق م . له نظرية كوسمولوجية تقول أن العنصر الأول في الكون هو الماء، قال هيجل : " إن دعوى طاليس القائلة أن الماء هو المطلق أو على حد تعبير القدامى هو المبدأ هذه الدعوى فلسفية وبها تبدأ الفلسفة . " وقد يكون طاليس متأثر في ما ذهب إليه بقربه من البحر وملاحظته تبخر الماء وتحوله إلى سحب ومن ثم إلى أمطار .
2 ـ  انكسيماندرس Anaximandre de milte 
انكسيماندرس الملطي  610 ـ547 ق م ، كان مخترعا ومتمرسا في المسائل العلمية ، فهو أول راسم للخرائط ، تتلمذ على طاليس إلا انه لم يتفق معه في مشكلة أصل الكون ، ذلك لأن المادة الأصلية للكون لا يمكن أن تكون مادة واحدة ، وإنما أصل الكون يعود لمكون يجمع عناصر عديدة يحكمها الصراع الأبدي فينازع الحار البارد والرطب ضد الجاف ، ولو كان أي من هذه المواد هو المادة الأساسية لتغلب على المواد الأخرى مند وقت طويل. ويعرف هذا الأصل عنده بـ " اللامحدود " أي أنه تجمع لا نهائي يمتد في كل الاتجاهات ومن هذا الأصل ينشأ العالم واليه سيعود آخر الأمر . والأرض في نظره مجرد اسطوانة طافية ، نقع نحن على احد طرفيها ، والإجرام السماوية عبارة حلقات من نار يحجبها الهواء ولا نرى منها إلا تلك الثقوب وهو يقصد لنجوم .
3 ـ انكسمانس Anaximéne de milte 
 انكسمانس 588 ـ 524 ق م ذو نزعة مادية عاد إلى فكرة طاليس التي ترجع العالم إلى مادة أصلية يصدر عنها كل ما عداها ثم يعود إليها . ولكنه قال أن هذه المادة الأولية ليست هي الماء بل الهواء ، فالهواء عندما يتكاثف يشكل في البدء السحاب ، ثم الماء ، وأخيرا التراب والصخر. وعندما يتخلخل يتحول إلي نار، ومن النار تتولد الكواكب . ويبدو انه اختار الهواء عنصرا أصليا ، ليس لصلته بالمطر وبالنار فحسب ، بل كذلك لأنه يقوم للعالم مقام النفس للموجودات الحية فهو نفس العالم .
4 ـ اناكساغوراس  Anaxagore De Clazomènes 
اناكساغوراس الاقلازوماني 500 ـ 428 ق م ، يعتبر أول من فسر علميا ظاهرة الكسوف والخسوف . وإذا كانت المحبة والنزاع عند انبادوقليس هي التي تجمع وتفرق العناصر الطبيعية ، فإن هذه المهمة عند اناكساغوراس  يقوم بها النوس nous أو العقل وهو المبدأ الفعال الذي يحل محل المحبة والنزاع ، ويختلف النوس عن المواد الأخرى ، كونه نقي وهو الذي يحدث الحركة في الأشياء ، وبالتالي ارجع العالم إلى قوة عاقلة .
5 ـ فيثاغورس Pythagore  
فيلسوف يوناني 580 - 500 ق م  ، اعتقد أن عناصر الأعداد هي نفسها عناصر الأشياء وبالتالي العالم عنده مجرد أعداد ، وتجب الإشارة إلى أن تصوره للأعداد يختلف عن تصورنا ، لقد كان يتعامل مع الأعداد تعاملنا نحن مع الهندسة ، فالعدد واحد مثلا كان يقابل النقطة ، والعدد 2 يقابل الخط عند فيثاغورس . ويرجح أن اهتمامه بالموسيقى والوتر المشدود وتقسيمه وتنوع الأصوات الصادرة عنه حسب طوله هو الذي دفع فيثاغورس إلى القول بهذه النظرية ، يقول برتراند راسل في كتابه حكمة الغرب : " من المحتمل جدا أن الكشوف في ميدان الموسيقى هي التي أدت إلى الفكرة القائلة أن الأشياء كلها أعداد بحيث يتحتم علينا من اجل فهم العالم المحيط بنا أن نهتدي إلى العدد في الأشياء ، وما أن ندرك البناء العددي حتى تتحقق لنا السيطرة على العالم "
6 ـ هيرقليطس Héraclite D’Ephése 
هيرقليطس 540 ـ 488 ق م ، فيلسوف يوناني  سار على نهج سابقيه من الفلاسفة الطبيعيين من حيث المبدأ لا من حيث التفاصيل فاختار النار كأصل للكون، وأنه لما كانت النار في حركة دائمة لا تعرف السكون ، سيكون العالم أيضا متغيرا لا ثبات فيه ، ويعبر هيرقليطس عن التغير بمثال مشهور يقول فيه " انك لا تستطيع أبدا أن تنزل إلى النهر نفسه مرتين ، لأن مياها جديدة تتدفق عليك بلا انقطاع ."
7 ـ امباذوقليس   Empédocle D’Agrigente 
امباذوقليس 492 ـ 430 ق م ، أراد أن يوفق بين الفلاسفة السابقين في مسألة مصدر الكون ، فقال بكل المواد التي قال بها غيره من الفلاسفة ، وأطلق على هذه المواد " الجذور " جذور الأشياء ، وعرفت لاحقا عند أرسطو بالعناصر ، وهذه العناصر هي الماء والهواء والنار والتراب وأضاف لهذه العناصر الأربعة ، مبدأي المحبة والنزاع وظيفتهما الجمع والتفريق بين العناصر .
8 ـ ديموقريطس Démocrite D’Abdère  
 ديموقريطس 460 ـ 370 ق م ، يعد اكبر ممثل للمذهب الذري القديم ومؤسس نظرية الجزء الذي لا يتجزأ ورد أصل الكون إلى الذرات وهي جزئيات للمادة لا تنقسم ، وهي ثابتة وخالدة وفي حركة متصلة ، ولا تختلف إلا من حيث الشكل والحجم والوضع والترتيب وليس لها خواص أخرى ، مثل تلك التي للأشياء من لون أو صوت أو طعم . ومن اتحاد الذرات تتكون الأجسام ، وبتحللها تفنى، وحركتها في الخلاء ـ الفضاء ـ سرمدية ومن تصادمها وحركتا يتولد ويموت عدد لا متناه من الأكوان .
 نقد الفلسفة الطبيعية
إن كل هذه االتفسيرات لا تهمنا كما يرى عبد الرحمان مرحبا في كتابه ـ مع الفلسفة اليونانية ـ " إنما يهمنا أنها جميعا لم تقم إلا على أساس من التفكير العقلي وأنها قد نظرت إلى العالم في إطار من الكلية الشاملة استوعبته في فكرة واحدة أو أفكار قليلة ، فأذابت الفوارق  بين الأشياء وتجاهلت ما بينها من اختلاف وتنوع وربطتها بشبكة من العلاقات جعلتها شيئا واحدا بعد أن كانت أشتاتا مبعثرة "
و وفي هذه قال ول ديورانت في  قصة الفلسفة  لقد جاء فلاسفة قبله ـ قبل سقراط ـ طبعا فلاسفة أقوياء مثل طاليس وهيرقليطس وفلاسفة دهاة مثل بارمنيدس وزينون وعرافون  مثل فيثاغورس وامباذوقليس ولكنهم كانوا في الدرجة الأولى فلاسفة طبيعيين لقد بحثوا عن طبيعة الأشياء الخارجية عن قوانين وأصول العالم المادي . لقد قال سقراط عن هذه الفلسفة الطبيعية إنها فلسفة حسنة ولكن هناك فلسفة أجدر بالفلاسفة أن يدرسوها أكثر من جميع هذه الأشجار والحجارة التي تملأ الطبيعة ، وحتى أهم من جميع النجوم والكواكب وهي عقل الإنسان والى أي شئ سيتحول في المستقبل " وقد عبر برتراند راسل عن إعجابه بهؤلاء الفلاسفة فقال " غير أن من الانجازات التي تدعو إلى الإعجاب أن يكتشف مفكر أن هناك مادة تظل على ماهي عليه برغم اختلاف الحالات التي تتجمع فيها". 
عصر النضج
في هذا العصر الذي بدأ مع حلول القرن 4 ق م ، اهتم الفلاسفة بنظرية المعرفة فضلا عن مسائلها التي تعرض لها الفلاسفة في طور النشأة ، فنظرية المعرفة أو مبحث المعرفة هو مبحث يتناول المعرفة من حيث إمكانها ، بمعنى هل يمكن للإنسان أن يًكوّن معرفة ما حول نفسه وحول ما يحيط به . ويتناول المعرفة كذلك من حيث وسائلها وطرقها ، ثم ينظر في قيمتها ، وهل هي مطلقة أم نسبية ؟
السفسطائيون
السفسطائية كلمة مشتقة من سوفيسطوس وهو لفظ يدل على المعلم وخاصة معلم البيان، والسفسطائيين جماعة من المعلمين تهتم بتعليم مريديهم فن الانتصار على الخصم بواسطة التلاعب بالألفاظ، ومن أهم ممثليها بروتاغوراس Protagoras ( 481 ـ 411 ق م )  وغورغياسGorgias ( 485 ـ 385 ق م ).
لقد انتقلت مشكلة الفكر اليوناني مع السفسطائيين من عالم الطبيعة إلى عالم الإنسان، فبحثوا في طرق المعرفة وأكدوا أن لا سبيل  لإدراك الحقيقة المطلقة. وتمثل هذه النتيجة لدى البعض خطوة كبيرة جدا في تاريخ الفلسفة ، لكنها عند البعض هي التي نقلت الفلسفة اليونانية من السطحية إلى العمق ، وبها أصبح الإنسان في صميم الأشياء بعد أن كان بعيدا عنها. إنها ثورة على السلبية والتفلسف الساذج التي تجعل من الإنسان مجرد كائن متفرج أشبه بجهاز للتسجيل لا دخل له فيما يجري خارجه من أحداث ، ولا مشاركة له في تكييف الظواهر ، وما قدّر القدماء هذه الحركة حق قدرها ، لأنهم لم يفهموها ولم يدركوا المعنى العميق الذي ترمي إليه بل سارعوا إلى  ضربها في المهد قبل أن يشتد عودها،  وسنرى عملاقا كبيرا كسقراط أو أفلاطون يحرص على  مهاجمتها والرد عليها . لكنها في الحقيقة هي  دعوة طلائعية جريئة ساهمت في إيقاظ العقل من سباته العقائدي وانتصروا لاستقلال الفرد واحترام شخصيته .  
سقراط  Socrate  
ولد في أتينا  470 ـ 399 ق م  ، فيلسوف يوناني اتهم بالمروق عن دين الدولة، وأنه افسد الشباب بالمناقشات التي كان يجريها معهم ، فحكم عليه يتجرع السم ففعل ولم يكتب شيء وإنما وردت أقواله على لسان أفلاطون واكزينوفان وأرسطو ، واشتهر بطريقة في المناقشة والتي تعتمد السخرية للتخلص من الأخطاء ، والتوليد الذي يظهر الصواب ، وهاجم السفسطائيين ودافع عن إمكانية الوصول إلى الحقيقة عن طريق العقل. ومنهجه يعتمد على الحوار الممزوج بالتهكم ، فيبدأ بتوجيه أسئلة إلى محدثه حتى يترك انطباع بأنه على جهل تام بالموضوع  ، وما إن يسمع رأي محاوره حتى يشرع في عملية النقد وبعد ذلك ، تأتي مرحلة توليد الأفكار وإخراج الحقيقة من  نفس محاوره . فينتقل سقراط من المحسوس إلى المعقول للوصول إلى الكلي أو الماهية .ويدعو إلى اختبار الآراء الشعبية بمنطق العقل وعدم الاستجابة لرأي الأغلبية أو الكثرة ، فبالعقل وحده تمحص الآراء والأفكار .
أفلاطون  Platon 
أفلاطون 429 ـ 347 ق م  ، فيلسوف يوناني من اكبر الفلاسفة قاطبة كلهم وضع نسقا فلسفيا كاملا ، ذو ونزعه مثالية تناول مشكلة الوجود والمعرفة في صورة محاورات منها الجمهورية . يرى أفلاطون أن الأشياء التي نتعامل معها بالحواس لا تصلح أن تكون موضوعا للمعرفة ، فلابد أن نهتم بالأشياء الثابتة . ولكن أين هي هذه الأشياء التي لا تتغير ؟ يجيب : إنها في عالم لا تدركه الحواس ، فما هو هذا العالم ؟
عندما ترى الناس من حولك ستلاحظ بينهم اختلافا ظاهرا ، كما تلاحظ أيضا أشياء مشتركة بينهم تسمح لك بأن تطلق علهم أناس . هذا الشيء المشترك بين الناس هو الذي يسميه أفلاطون مثالا ، والمثال هو الموضوع الحقيقي للمعرفة.
وينفي أفلاطون أن تكون معرفتنا لعالم المثل نتيجة اختبار حسي بل معرفة عقلية ويعبر عن هذه الفكرة بالتذكر ، فنحن حسب أفلاطون كنا نتمتع في حياة سالفة بمشاهدة المثل الأزلية مشاهدة مباشرة ، لكن ولذنب اقترفناه ، فقدنا هذا النعيم وهبطت أنفسنا إلى الأرض ، فحلت في جسد ترابي أصبح لها سجنا ، وهنا فقدنا معرفة الأشياء كما هي في حقيقتها ، إلا أن الأشياء الجزئية عندما تمر أمام حواسنا ، فإنها تحيي فينا ذكرى مثالها ، وتعيد إلينا شيئا من معرفتنا الغابرة عن طريق، التأمل العقلي.
المثل عند أفلاطون
المثل عند أفلاطون حقائق كلية موجودة بالفعل وجودا خارجيا مفارقا مستقلا عن الإنسان ، وقد حاول توضيحها من خلال قصة الكهف. وهي في نفس الوقت مصدر للمعرفة وعِلة لها ، كما هي مصدر لوجود الأشياء في العالم المحسوس وعلة له . ومن أدلة وجود عالم المثل عنده ، لو قلنا هذه الزهرة جميلة لأنها تبتعد مقدار قدم عن الأرض ، هذه القدم ذاتها قد تكون سببا للقصر ومن ثم القبح ، فكيف تكون القدم علة الطول والقصر والجمال والقبح في آن معا.
وهناك دليل آخر على وجود المثل وهو المدركات الكلية ، وهي لا تدرك بالحس كما هو معلوم ، فالجمال مثلا مدرك كلي نستنبطه بعد النظر في شتى الأشياء الجميلة ، فلولا أن في أذهاننا فكرة سابقة عن الجمال لما عرفنا أن هذه الأشياء جميلة ، وهذه الفكرة السابقة إما ألا يكون لها وجود في الخارج ، فتكون حينئذ من اختراع العقل وبذلك تكون شيئا نسبيا مقاسا بمقياس شخصي محض وبالتالي يصبح الإنسان مقياس كل شيء كما يقول السفسطائيون ، وإما أن يكون لهذه الفكرة وجود خارجي مستقل عنا . ولما كانت أقوال السفسطائيين باطلة بحسب أفلاطون وسقراط ، لم يبق إلا أن نسلم بوجود عالم المثل ، والذي سبق للنفس أن تعاملت معه، وهذا التعامل هو الذي يمكنها من التعرف على ما تنقله الحواس في عالمنا الأرضي. وهنا تصبح المعرفة عند أفلاطون عبارة عن تذكر فقط، والجهل مجرد نسيان لما خبرته النفس لما كانت في عالم المثل . فكما أننا نتذكر صديقا عند رؤية صورته ، فكذلك تتذكر النفس مثال الجمال عند رؤية الأشياء الجميلة ، وما يصدق على الجمال يصدق على العلم والحق والخير وسائر المعقولات الكلية .
أرسطو Aristote 
ارسطوطاليس 384 ـ 322 ق م ، فيلسوف يوناني ، واضع المنطق الصوري الذي يعتبر من ابرز الإسهامات التي أثرت في تاريخ الفكر البشري، وكان يهدف إلى الوصول إلى النتائج من المقدمات ، ولم يهمل أرسطو أيضا منطق الاستقراء عندما ينتقل الفكر من الجزئي إلى الكلي.ورغم انه تلميذ أفلاطون فإنه لم يتفق معه في الثنائية القائمة بين المثال والشيء الواقعي ، بل يرى أن الشيء يحمل ماهية فيه، ولا وجود لما يقابله في عالم المثل، لذلك كان مبدأ المعرفة عنده هو الإحساس المباشر بشيء حاضر يوصف بأنه جزئي ، فالمعرفة تبدأ من التجربة الحسية المباشرة عكس ما ذهب إليه أفلاطون ، ولكن للعقل أهميته المعرفية عند أرسطو فهو الذي ينظم المعلومات التي نحصل عليها بالحواس ويربط بينها .
ويرى أن وجود الكائنات يرجع إلى علل أربعة وهى العلة الماديةكالخشب بالنسبة للكرسي والعلة الصورية وهي شكل الكرسي والعلة الفاعلة وهو النجار والعلة الغائية وهي الغاية من وجود الكرسي.
وفي مبحث الإلهيات يرى أن الكون في حركة مستمرة وكل متحرك لابد أن يكون له محرك ، لكن لا يمكن الاستمرار في هذا إلى ما لانهاية ،  أي لابد من محرك ثابت لا يتحرك ، وهو العلة الأولى وهذه العلة هي  إله  أرسطو الذي لا علاقة له بالجزئيات ، وإنما هذه الجزئيات تتحرك نحو الأصل بدافع الحنين والشوق فقط.  
عصر الانحطاط
بداية من القرن 2 ق م وحتى القرن 2 م نكون مع الفلسفة الهيلينستية التي واكبت التوسع الروماني في العالم القديم انطلاقا من منطقة هيلانة في وسط روما ، وعرفت الفلسفة في هذا العصر تراجعا حيث اكتفى الفلاسفة بشرح ما انتهى إليه فلاسفة عصر النضوج ، ثم بدأت جذوة الفلسفة تنطفئ مع اعتناق روما للديانة المسيحية .
الرواقية
الرواقية كلمة مشتقة من الرواق وهو بهو ذو أعمدة في شوارع أثينا ، كان يدرس فيه مؤسسها زينون الكييتومي Zénon De Citium 335 ـ 264 ق م. وتطورت فيما بعد على يد كل من شيشرون  وسنيكا ومارك اوريل .وكان لها اهتمام اكبر بموضوع الأخلاق.
ويميز الرواقيون بين عالمين ، عالم داخلي قوامه الحرية ، والتي يستطيع بمقتضاها الإنسان اتخاذ القرارات الخاصة بما له من فضيلة ورذيلة وعالم خارجي قوامه الضرورة ، لا قدرة للإنسان على التأثير فيه ، لأن جميع ما في الكون دقيق التركيب وأن الظواهر الطبيعية تسير وفق قوانين عجيبة ، ويقولون أن نار إلهية هائلة ستلتهم العالم في نهاية السنة الكبرى وتعادل 18000 سنة ثم تعمل على تكوين عالم جديد . وحاولوا التوفيق بين الحرية والضرورة ، فوصلوا إلى القول بأن الإنسان يكون حر الإرادة في طريق حدده له القدر ، ومنه إذا أراد أن يكون حرا فعليه أن يتقبل كل ما يحدث له من خير وشر لأنها أمور حتمية ، فوضعوا قاعدة مفادها أن " يعيش الإنسان على وفاق مع الطبيعة " وهذا عندما لا يبالي بمباهج الحياة وحكمتهم في ذلك هي  " أن كانت السعادة في أن يصنع المرء ما يريد  ، فعليه إن لا يريد إلا ما يستطيع فعله " . 
الابيقورية
أسسها أبيقور 341 ـ 270  ق م Epicure ، وكان له أيضا اهتمام بالأخلاق فكان يرى أن الخير الأسمى هو اللذة التي لولاها لكانت الحياة كئيبة، وتشمل اللذات التي يعنيها اللذات الجسمية والعقلية . ويرى أن أفعال الإنسان لا تكون خيرا أو شرا إلا إذا حققت أو توقع من ورائها نفعا ، فإن أدت إلى ضرر أو عطلت نفعا كانت شرا. وهذا هو رأي مذهب المنفعة في الأخلاق فالفرد هو مصدر القيم الأخلاقية بوحي من اللذة والألم . وفي ها يقول يقول ارستيب القورينائي 435 ـ 355 ق م:" اللذة هي الخير الأعظم وهي مقياس القيم جميعا هذا هو صوت الطبيعة" 

التعليقات